بداية الكفاح الوطنى من أجل تحرير البلاد وطرد الهكسوس
كانت عاصمة الهكسوس في شرق الدلتا ولكن سلطانهم اسع حتى خضعت لهم الدلتا كلها ثم الصعيد وقبلوا الجزية ممن ولاهم من الأمراء الذين أبقوهم على حكم أقاليمهم ومضت سنوات الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر دون أن يظهر من الأمراء الوطنيين من يستطيع مقاومه الهكسوس ثم ازدادت قوة امراء الصعيد شيئاً فشيئاً وكان على رأسهم أمراء طيبة فأخذوا يتحالفون مع جيرانهم حتى جاء اليوم الذي أحسوا فيه بقوتهم فبدأوا يكتبون أسمائهم في خراطيش ملكية مسبوقة بالألقاب الفرعونية التقليدية واعتبروا أنفسهم أحق بملك مصر والخلفاء الشرعيين لملوك الدولة الوسطى وهؤلاء الذين أُطلق عليهم ملوك الأسرة 17 وكانوا معاصرين لأواخر ملوك الهكسوس
اشتهر من جهاد المصريين في حرب التحرير جهادهم تحت قيادة الملوك الثلاثة الأواخر من الأسرة السابعة عشر وهم سقنن رع وولداه كامس وأحمس وقد لجأ ملك الهكسوس لاستفزاز الملك سقنن رع إلى حرب لم يكن قد استعد لها وأرسل له يقول:
"اسكتوا أفراس النهر في البحيرات الشرقية بطيبة فضجيجها يحرمني من النوم في نهاري وليلي وأصواتها تؤذي مسامع مدينتي"
وربما كان ملك الهكسوس والذي يسكن بعيداً بشمال شرق الدلتا يقصد بضجيج أفراس النهر تدبيرات ونشاط الأمراء الطيبين متعمداً أثارتهم ولكنه كشف عن هم الليل والنهار الذي لحقه منهم من حيث لا يدرى
كما يرى البعض أن الغرض من الرسالة هو إحراج الملك سقنن رع لان الهكسوس كانوا متعصبين لعبادة ست وكانوا يشبهونه بمعبودهم سوتخ وكان فرس النهر أحد الحيوانات المقدسه المخصصة لهذا المعبود المقال بقلم منار أحمد ولم يكن هذا المعبود آنذاك مقدساً عند أهل الجنوب الذين كانوا يصطادون فرس النهر بشكل عادي فلجأ أبيبي ومستشاره لسبب ديني لاستفزاز الطيبين وتؤكد لنا مومياء الملك سقنن رع التي وجدت في طيبة الغربية وفي رأسه خمسة جراح عميقة من ضربات سيف وبضعة سهام على بداية الجهاد المسلح في عهده واستشهاده في سبيل تحرير بلاده
واستمر الكفاح بعد ذلك على يد أبناؤه كامس وأحمس وده اللى هنعرفه الحلقة القادمة بإذن الله فانتظرونا